هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
بين الجنوب السوري، حيث الأصالة مرادف للمقاومة، وحيث تتجذر الهوية في الحكايات والأهازيج لا في الشعارات، وبين إنتاج الفكر بوصفه فعلًا تحرريًا، تنبثق سيرة صادق جلال العظم كمثال على مفكرٍ خرج من رحم هذه الأرض ليشتبك معها من موقع السؤال لا التسليم، ومن موقع النقد لا الامتثال. وإذا كان هشام جعيّط قد دشّن مسارًا نقديًا بطرح أسئلته حول العلاقة بين النبوة والسلطة، فإن العظم، دون أن يفارق الانتماء، ذهب أعمق، ليفكّك البنية اللاهوتية الكامنة في العقل العربي، تلك التي تشرعن الخضوع باسم المقدّس، وتُغلّف الاستبداد بلغة الطاعة. هكذا يتحول مشروع العظم إلى لحظة فارقة في التيار النقدي الجذري، لا بوصفه عداءً للتراث، بل باعتباره تحريرًا للعقل من وصايته، وفتحًا لأفق عربي جديد، يبدأ من نقد المقدس نفسه كشرط لكل تحررٍ فكريٍّ حقيقي.
أكدت عائلة المفكر السوري صادق جلال العظم، وفاته ليلة الأحد الاثنين في ألمانيا، بعد نفي سابق لوفاته..